زوجتي كانت غضبانة لفترة ٣ شهور عند اخوها بسبب ضربها واهانتها مني، واخواتها يخببونها، تدخل أهل الخير وتم الصلح، وبعد الصلح كنت اتعامل معها احسن معاملة، وكنت أعينها على الصلاة. قعدت بعد آخر صلح ١٠ ايام وتلككت وغضبت مرة أخرى، وأخوها جه خدها بطريقه همجية، واخد جميع ملابسها، ومزق صور الفرح؛ مع اني والله لم يحدث مني لها أي مكروه وهي كانت عاملة ليا محضر، وعلشان تتنازل وترجع تساومني اكتب إيصال امانة، عندي أولاد منها.
الـجـــوابأولا: الأصل في
الحياة الزوجية أن تكون قائمة على المودة والرحمة لا على التنازع والمشاحنة، قال تعالى: {
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: ٢١]، وقال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[النساء: ١٩] وأن تصدر تصرفات كل واحد منهما -خاصة التي تتعلق بحقوق الآخر- عن تراض ومحبة، فعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِى)) أخرجه الترمذي في سننه.
وحض الشرع على الرفق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الرفق في الأمر كله؛ فعَنْ عَائِشَة -رضي الله عنها- عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ((
إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِى شَىْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَىْءٍ إِلاَّ شَانَهُ)) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
والحياة الزوجية لا تستمر على نسق سليم إلا بشيء من المسامحة والتنازل من كلا الطرفين، لأنها قامت على عقد من أغلظ العقود، قال تعالى فيه: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء:٢١] وإذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بالتسامح في البيع والشراء، ودعا لفاعله بالرحمة، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضى الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى» أخرجه البخاري في صحيحه
وهو عقد أدنى بكثير من عقد النكاح، فكان تسامح الزوج مع زوجته مندوبًا إليه من باب أولى.
ثانيا: ننصحك بالتماس وسائل النصح والإصلاح لزوجتك سواء كانت وسائل مباشرة أو غير مباشرة، ومن وسائل الإصلاح التحدث على أساس المودة والرحمة والود والتفاهم والنقاش، وليس على التنازع والمشاحة بينك وبينها دون تدخل طرف آخر حتى لا يتسع النزاع بينكما، أو من خلال الإعراض عن الكلام والتبسط فيه لفترة قصيرة للتأديب، وقبل هذا عليك بإصلاح نفسك والاجتهاد في سؤال الله -تعالى- أن يصلح زوجتك ويلهمكما الرشد والصواب فيما تقولون وتفعلون.
فإذا يئست من صلاح حالها بالطرق الودية، والعيش في حياة زوجية مستقرة، فعليك بالموازنة بين المصالح والمفاسد المترتبة على الاستمرار في حياتك الزوجية بذلك الوضع، فإن ترجحت المصالح على المفاسد فالأولى بك الاستمرار والمقاومة في إصلاحها ولك في ذلك الصبر ثواب، خصوصًا في حالة وجود
الأولاد.
المصدر: دار الإفتاء المصرية