انا كنت مش مواظب على الصلاة، أقطع فترة وأُصلي فترة، بس انا دلوقتي بقالي فترة مش بصلى ونفسي أواظب على الصلاة؛ أعمل إيه؟ وإيه حكم الصلاة التي لم أصليها. وشكرُا.
الـجـــواب
يجب عليك التوبة، والندم، والإلتزام في الصلاة، وقضاء ما فاتك منها، قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: ١٠٣]، فمن المقرر شرعًا أن العبادات المحددة بوقت تفوت بخروج الوقت المحدد لها من غير أداء، وتتعلق بالذمة إلى أن تقضى، فمن لزمه صلاة ففاتته لزمه قضاؤها، سواء فاتت بعذر أو بغيره.
والترتيب في قضاء الصلوات بين فريضة الوقت والمقضية مستحبٌّ على المفتى به، وهو مذهب الشافعية، فإن دخل وقت فريضة وتذكَّر فائتة، فإن اتسع وقت الحاضرة استحب البدء بالفائتة، وإن ضاق وجب تقديم الحاضرة، ولو تذكر الفائتة بعد شروعه في الحاضرة أتمها، ضاق الوقت أم اتسع، ثم يقضي الفائتة، ويستحب أن يعيد الحاضرة بعدها، قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في "روضة الطالبين وعمدة المفتين" (١/ ٢٦٩): [ويستحب في قضاء الصلوات الترتيب، ولا يجب في قضائها ولا بين فريضة الوقت والمقضية، فإن دخل وقت فريضة وتذكر فائتة، فإن اتسع وقت الحاضرة استحب البداءة بالفائتة، وإن ضاق وجب تقديم الحاضرة، ولو تذكر الفائتة بعد شروعه في الحاضرة، أتمها، ضاق الوقت، أم اتسع، ثم يقضي الفائتة، ويستحب أن يعيد الحاضرة بعدها].
وأما من كان في ذمته صلوات زادت عن خمس صلوات، فيسقط الترتيب في حقه، ويجوز له أن يقضيها في أي وقت شاء، فيجوز له قضاؤها بصلاة فائتة مع كل فريضة جديدة في نفس وقتها، فيصلي مع كل ظهر جديد ظهراً من الفوائت، ومع كل عصر جديد عصراً من الفوائت وهكذا مدة من العمر حتى يغلب على ظنه أنه قضى ما عليه، ويمكن أن يصلي ظهرين أو عصرين مع كل وقت إن كانت فوائته كثيرة، والله تعالى أعلى وأعلم.
المصدر: دار الإفتاء المصرية