ذهبت لطبيب الأسنان لحشو ضرسي عصب وأثناء شغل الطبيب يكون هناك ماء خارج من جهاز تنظيف الحشو أو الضرس ويكون الماء عند الحلق وانا أقاوم ولا ابتلعه لكن ابلع ريقي دون اخذ أي شيء من الماء وأيضًا هناك دم في الفم وانا لا اعلم هل ذهب دم مع الريق أم لا مع اني طوال الوقت أقاومه؛ هل أكون مفطرًا أم صيامي صحيح؟
الـجـــوابإذا لم يصل الماء للحلق فلا يفسد الصوم، أما إذا وصل الماء للحلق فقد فسد ويجب القضاء، وإذا شعرت بالدم فيجب عليك التخلص منه وعدم ابتلاعه؛ لأنه لو كان هذا الدم غالباً على البصاق ونزل إلى الجوف على سبيل التعمد، والاختيار، فيجب عليك قضاء ذلك اليوم إذا كان الصوم من
رمضان، وإذا نزل منه شيء إلى الجوف أثناء استغراقك في النوم، فلا إثم ولا حرج، والصوم صحيح بإذن الله -تعالى-.
قال العلامة الكاساني في "بدائع الصنائع" (٢/ ٩٩ ط المكتبة العلمية ـ بيروت): [وَلَوْ خَرَجَ مِنْ بَيْنِ أَسْنَانِهِ دَمٌ فَدَخَلَ حَلْقَهُ أَوْ ابْتَلَعَهُ فَإِنْ كَانَتْ الْغَلَبَةُ لِلدَّمِ فَسَدَ صَوْمُهُ وَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ وَلا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَتْ الْغَلَبَةُ لِلْبُزَاقِ فَلا شَيْءَ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَا سَوَاءً فَالْقِيَاسُ أَنْ لا يَفْسُدَ , وَفِي الاسْتِحْسَانِ يَفْسُدُ احْتِيَاطًا].
وقال الإمام النووي –رحمه الله – في "روضة الطالبين" (٢ / ٣٥٩٩): [ابتلاع الريق لا يفطر بشروط. منها: أن يتمحض الريق، فلو اختلط بغيره وتغير به،
أفطر بابتلاعه، سواء كان الغير طاهرا، كمن فتل خيطا مصبوغا تغير به ريقه، أو نجسا كمن دميت لثته وتغير ريقه، فلو ذهب الدم، وابيض الريق، ولم يبق تغير، هل يفطر بابتلاعه ؟ وجهان. أصحهما عند الأكثرين: يفطر، لأنه نجس لا يجوز ابتلاعه].
وقال العلامة البهوتي في "كشاف القناع ٢ / ٣٢٩ ط دار الفكر ": [(وَإِنْ تَنَجَّسَ فَمُهُ وَلَوْ بِخُرُوجِ قَيْءٍ وَنَحْوِهِ ) كَقَلْسٍ ( فَبَلَعَهُ أَفْطَرَ ) نَصَّ عَلَيْهِ ( وَإِنْ قَلَّ ) لإِمْكَانِ التَّحَرُّزِ مِنْهُ ; وَلأَنَّ الْفَمَ فِي حُكْمِ الظَّاهِرِ فَيَقْتَضِي حُصُولَ الْفِطْرِ بِكُلِّ مَا يَصِلُ مِنْهُ , لَكِنْ عُفِيَ عَنْ الرِّيقِ لِلْمَشَقَّةِ , ( وَإِنْ بَصَقَ وَبَقِيَ فَمُهُ نَجِسًا فَبَلَعَ رِيقَهُ فَإِنْ تَحَقَّقَ أَنَّهُ بَلَعَ شَيْئًا نَجِسًا أَفْطَرَ ) لِمَا سَبَقَ , ( وَإِلا ) أَيْ : وَإِنْ لَمْ يَتَحَقَّقْ أَنَّهُ بَلَعَ نَجَسًا ( فَلا ) فِطْرَ ; إذْ لا فِطْرَ بِبَلْعِ رِيقِهِ الَّذِي لَمْ تُخَالِطْهُ نَجَاسَةٌ]، والله أعلم.
المصدر: دار الإفتاء المصرية