أخرجت زكاة الفطر هذا العام، وكل عام أقوم بإخراجها مالا وليس حبوبًا، ولكن كثرت الأقاويل حول هذا الامر، وتؤكد انها لابد من إخراجها حبوبا، ماذا افعل وما الصواب؟ وماذا افعل بالسنوات الماضية التي اخرجتها مالا؟ جُزيتم خيرًاالـجـــوابالأصل في زكاة الفطر أن تخرج على هيئة حبوب، ويجوز إخراج زكاة الفطر على هيئة أموال على ما ذهب إليه السادة الحنفية، وهذا هو الأفضل لأنه الأنفع للفقير.
وعليه: فيجوز إخراج زكاة الفطر مالًا أو حبوبًا من غالب قوت البلد من الأقوات الأساسية، وذلك على حسب حاجة الفقراء والمساكين عند الإخراج.
قال العلامة الحصكفي الحنفي -رحمه الله تعالى- في "الدر المختار" (٢/ ٢٨٥، ط/ دار الفكر -بيروت): [(وَجَازَ دَفْعُ الْقِيمَةِ فِي زَكَاةٍ وَعُشْرٍ وَخَرَاجٍ وَفِطْرَةٍ وَنَذْرٍ وَكَفَّارَةِ غَيْرِ الْإِعْتَاقِ) وَتُعْتَبَرُ الْقِيمَةُ يَوْمَ الْوُجُوبِ، وَقَالَا يَوْمَ الْأَدَاءِ].
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: ((فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ))، أخرجه البخاري في صحيحه.
يجب على المسلم أن يخرج عن نفسه هذا القدر (الصاع) في زكاة الفطر، وكذلك يخرج عن كل نفسٍ يعولها (صاعا)، ويكون هذا الصاع من غالب قوت أهل البلد، وبحسب ما تيسر للمزكي من القمح، أو الأرز، أو الشعير، أو غير ذلك من الحبوب، والأقوات الأساسية.
- قدر الصاع: الصاع مكيال تكال بِهِ الْحُبُوب وَنَحْوهَا، وَقدره أهل الْحجاز قَدِيما بأَرْبعَة أَمْدَاد، ويختلف المكيال بحسب ما يوضع فيه، فإذا وضعت في المكيال أرزاً مثلاً، ثم وضعت في نفس المكيال نوعا آخر من الحبوب كالقمح مثلا، ثم وزنت كل واحد من الاثنين تجد أن وزنيهما مختلف، وبالنظر إلى صاع القمح مثلا وصاع الأرز، وهما من أهم الأقوات الأساسية في هذا الزمان نرى أنه يقدر صاع القمح بالوزن بحوالي (٢.٠٤٠)كجم.
وعليه فعلى كل مسلم أن يخرج عن نفسه وعن كل واحد ممن يعول هذا القدر من القمح أو الأرز، ولا حرج في تقدير ثمنه وقت إخراج
الزكاة ويخرجه نقداً، وهذا أصلح للفقير وأنفع، وعليه فالذي يحدد قيمة زكاة الفطر هو سعر القوت الذي ستخرج منه أو من قيمته زكاة الفطر وقت الإخراج، والله أعلم.
المصدر: دار الإفتاء المصرية