المحرر موضوع: حكم الشك في نقض الوضوء بخروج ريح أو بالإفرازات  (زيارة 352 مرات)

إنسان حر

  • Hero Member
  • *****
  • مشاركة: 654
    • مشاهدة الملف الشخصي

حكم الشك في نقض الوضوء بخروج ريح أو بالإفرازات

« في: حزيران 29, 2021, 03:15:00 مسائاً »
١- انا كل ما باجي اتوضأ وادخل الصلاة أشعر بخروج -لا أدري الوصف الصحيح- هل هو هواء أو فقاعات هواء من الأمام والخلف بسبب حركه ركوع والسجود! لم أكن ألتفت، بس لما قرات آراء متعددة في جزء ناقض أو لا بقيت مشتتة.

وموضوع انا مش بعرف اسيطر عليه بقالي يومين أحاول اركز مش عارفه من كتر شك؛ أحاول التزم بحديث النبي ﷺ ما لم اسمع صوت أو ريح فأكمل. وموضوع سبب لي نوع من عدم تركيز في الصلاة؛ هل هي تنقض الوضوء وبكده صلاتي غير صحيحة؟ على الرغم انها مش غازات والله اعلم؛ طبعا انا وصلت اني بقيت موسوسه ارجو الرد؛ شكرًا.

٢- لو شعرت بنزول افراز واكملت صلاتي وبعد الانتهاء وجدتها؛ هل يشترط عليّ الإعادة وهل في الأساس هي تنقض وضوء وبالتالي صلاة غير صحيحة بوضوء منقوض.

ارجو الرد في اسرع وقت لان القلق بأن صلاتي غير مقبولة أو مش صحيحة مسبب لي هلع بجد؛ وشكرا جدا.

الـجـــواب
أولا: مجرد الشعور لا ينقض الوضوء، والقاعدة أن اليقين لا يزول بالشك، فمن تيقن أنه على طهارة، ثم شك هل نقضت هذه الطهارة بحصول حدث أم لم تنقض، بنى على اليقين حتى يثبت العكس، فإن ثبت لديك أن هذا الشعور لا يبتنى على يقين، وإنما مجرد الشك والوسوسة، فلتأخذ بقاعدة البناء على اليقين كما ذكرنا.

ثانيا:
الأصل أن خروج الريح من الدبر قل أو كثر الخارج مبطل للوضوء ما دام الإنسان قد تيقن خروج الريح، والقاعدة أن اليقين لا يزول بالشك، فمن تيقن أنه على طهارة، ثم شك هل نقضت هذه الطهارة بحصول حدث أم لم تنقض، بنى على اليقين حتى يثبت العكس، فإن ثبت لديك أن هذا الشعور لا يبتنى على يقين، وإنما مجرد الشك والوسوسة، فلتأخذ بقاعدة البناء على اليقين كما ذكرنا.

أما في حالة المعاناة المرضية بكثرة الغازات فإذا كنت تعاني من سلس الريح (انفلات الريح)، فإن حكمك كحكم مريض سلس البول المعفو عنه، ويجوز لك مس المصحف بهذا الوضوء، والسلس هو الحدث الذي لا يستطيع صاحبه التحكم فيه، وكذلك هو الذي لا يمر وقت صلاة إلا وهو موجود أو محتمل الوجود فجأة، فإذا كنت صاحب سلس ريح فعليك بالوضوء لوقت كل صلاة، والصلاة عقب الوضوء مباشرة، ولا تعبأ بما يخرج من الريح أثناء الوضوء ولا أثناء الصلاة، ولك أن تصلي بهذا الوضوء ما شئت من الفرائض والنوافل وتقرأ به القرءان، فإذا دخل وقت فريضة أخرى وجب عليك أن تتوضأ مرة أخرى للفريضة الجديدة.

وينبغي التنبه للآتي:

١) إذا أمكنك منع انفلات الريح بدخولك الخلاء أولا وإفراغ أمعائك قبل الوضوء والصلاة فيجب عليك ذلك.

٢) إذا أمكنك منع انفلات الريح أثناء الصلاة بأداء الصلاة جالسا أو بهيئة أخرى تمنع خروج الريح فيلزمك ذلك وإن ترتب عليه تركك القيام أو إتمام الركوع والسجود والاكتفاء بالإيماء.

ولا ينتقض وضوء صاحب السلس عند السادة المالكية بخروج الوقت إذا لازم كل الزمن، ولا يجب عليه إعادة الوضوء كل صلاة، بل يستحب فقط.

ثالثا: ننصح بالعرض على الطبيب المختص وينبغي عليك قطع هذا الوسواس بذكر الله كثيراً والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والعلاج المؤكد لهذه الوساوس: أن يحرق من يعانى من ذلك كل وساوسه بذكر الله تعالى، وننصحه أنه كلما تسلط عليه وساوس ما أن يذكر الله تعالى، وخاصة بصيغة (الله أكبر)، وتسليطها على هذه الوساوس حتى تحترق وتذهب عن نفسه، ويمكنه أيضا أن يذكر بصيغة (لا إله إلا الله) بالطريقة نفسها، قال تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: ٤٥]، فذكر الله تعالى أكبر من كل شيء، ويقهر كل شيء من الوساوس الشيطانية التي يجدها العبد في نفسه، وأما الصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فإنها تورث النور في القلب مما يقطع مادة الوساوس منه، فقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: ٥٦]، وثبت عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((مَنْ صَلَّى عَلَىَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْراً)) أخرجه البخاري في صحيحه، ومن صلى الله عليه أخرجه من الظلمات إلى النور؛ لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} [الأحزاب: ٤٣]، فذكر الله تعالى والصَّلاة على النَّبي -صلى الله عليه وسلم- هما العلاج القاطع من أي وسواس.

وقد ذكر زين العارفين أبو الحسن الشاذلي -رحمه الله- فائدة لذلك، نقلها العلامة عبد الوهاب الشعراني في "الطبقات الكبرى" (٤٤١/٢، ط/ مكتبة الآداب): [كان يقول -أبو الحسن الشاذلي-: إذا كثرت عليك الخواطر والوساوس فقل: سبحان الملك الخلاق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز] .

رابعا:
لا ينتقض الوضوء بخروج الريح من القبل، ولا تبطل به الصلاة.

قال العلامة عبد الغني الميداني الحنفي في "اللباب في شرح الكتاب" (١/ ١١، ط/ المكتبة العلمية-بيروت): [(والمعاني) جمع معنى، وهو الصورة الذهنية من حيث إنه وضع بإزائها اللفظ، فإن الصورة الحاصلة في العقل من حيث إنها تقصد باللفظ تسمى معنى كذا في تعريفات السيد (الناقضة للوضوء) أي المخرجة له عن إفادة المقصود به، لأن النقض في الأجسام إبطال تركيبها، وفي المعاني إخراجها عن إفادة ما هو المقصود بها (كل ما) أي: شيء (خرج من السبيلين) أي: مسلكي البول والغائط، أعم من أن يكون معتاداً أو لا، نجساً أو لا، إلا ريح القبل، لأنه اختلاج لا ريح]، والله أعلم.

المصدر: دار الإفتاء المصرية