ماما وبابا منفصلين؛ وأختي كانت تعمل، وادَّخرت مع أمي في دفتر الدفتر في البريد مبلغًا من المال؛ وأمي كانت مُدَّخِرة في نفس الدفتر فلوس. فهل لو أمي أعطت لأختي هذه الفوائد حرام؟ وخصوصًا أن أختي ستشتري بها أشياء في جهاز العروسة؛ لأن أبي لا يعطيها فلوس؛ وستخرج جزء من الفوائد لله؛ هل هذا حرام أم حلال؟الـجـــوابلا حرج على أختك في أخذ هذه الأموال، فوضع المال في
البنك أو مكاتب البريد وأخذ الفوائد عليه أمر جائز ولا حرج فيه ، فالبنك: مؤسسة وسيطة قامت للتوفيق بين الـمُودِعِين الذين لديهم فائض ادخاري، والمستثمرين الذين لديهم حاجة لتلك المدخرات، على أن تتلقى تلك المؤسسة أموال الـمُودِعِين، وتدفعها للمستثمرين مقابل مبلغ مالي تأخذه من المستثمرين يتم توزيعه بين البنك، وبين المودعين.
والمعاملة بين البنك والـمودع والمستثمر تعد من قبيل الاستثمار، فيجوز للمسلم أن يُودِعَ هذه الأموال التي يستثمرها له البنك في تـمويل مشروعاته، ويجوز له أخذ العائد الاستثماري عن هذا المبلغ وإن كان مُـحددًا، وثبات العائد إنما هو لتطور علوم المحاسبة، واستقرار نسب الأرباح في النظام البنكي على المدى الطويل، كما يجوز للبنك أن يأخذ كذلك العائد الـمتفق عليه مع أصحاب المشروعات التي قام البنك بتمويلها، فهذه المعاملة هي عقد تمويل جديد وليست من الربا المحرم شرعا، والله تعالى أعلى وأعلم.
المصدر: دار الإفتاء المصرية