ما الحكم في فتاة قامت من 12 سنة بالتعرف على بنات في الطريقة الصوفية الشاذلية واقنعوها بقراءة كتاب اوراد به قراءة الفاتحة لشيوخ ينسبون للشيخ الشاذلي والشيخ إبراهيم الدسوقي؛ قالت في الأوراد شيء لله له منا الفاتحة وتقرأ الفاتحة لحوالي 30 او 40 شيخ وكانوا يطلبون من الشيوخ بالتوسط -اعوذ بالله- بالدعاء إلى الله، ومنهم من كان يسجد عند الضريح، لكنها لم تفعل هذا السجود. وهي لم تكن تقتنع بذلك لكنها حضرت معهم حضرة وذهبت معهم من اسكندرية لدسوق حيث كان يقام مولد هناك وكانوا يتحدثون بشي عن الأقطاب وهي لم تفهم ما يقولون ولكنها شاركت قراءة الأوراد اليومية في كتاب الطريقة الصوفية ولم تكن مقتنعة بالواسطة والتوسل، وتحاول أن تفهم ولكنها دعت عند الأضرحة. وفي النهاية انتهت من ذلك ولم تعد تقول الأوراد واستبدالها بالاستغفار وسبحان الله. فهل هي بذلك دخلت في حكم الشرك؟ وهل يقبل الله منها أعمالها بعد التوبة من هذا إذا كانت قد -اعوذ بالله- اشركت.
الـجـــواب
لا حرج في قراءة أوراد الصالحين، وطلب الدعاء من الشيوخ والصالحين، والتصوف هو السعي للوصول إلى درجة الإحسان، وعلامة هذه الدرجة أن تعبد الله كأنك تراه، ولا يمكن أن يتعارض الإحسان مع الإسلام، أو مع الإيمان، فالإحسان دائرة داخل دائرة الإيمان، والإيمان دائرة داخل دائرة الإسلام، وهذه الدوائر متداخلة، لا يمكن أن تتقاطع أو تتباعد أو تتعارض.
وقد اتفق الصوفية على أن التصوف لا يوجد إلا بالتزام الشرع، وكانت عباراتهم في ذلك صريحة لا تحتمل التأويل، فقد قال الجنيد إمام الصوفية -رضي الله عنه-: [الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول -عليه الصلاة والسلام-] وقال: [من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدي به في هذا الأمر؛ لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة]، انظر "عوارف المعارف" للسهروردي (ص 78)، وقال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في "الطبقات الكبرى" (2/ 4) بتصرف: [قال الإمام أبو الحسن الشاذلي -رضي الله عنه-: إذا عارض كشفك الكتاب والسنة، فتمسك بالكتاب والسنة، ودع الكشف، وقل لنفسك: إن الله تعالى قد ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة، ولم يضمنها في جانب الكشف، ولا الإلهام، ولا المشاهدة، مع أنهم أجمعوا على أنه لا ينبغي العمل بالكشف ولا الإلهام، إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة ، وقال أيضا -رضي الله عنه-: إذا لم يواظب الفقير على الصلوات الخمس في الجماعة فلا تعبأن به، وقال أيضا: كل علم تسبق إليك فيه الخواطر، وتميل إليه النفس، وتلذ به الطبيعة، فارم به وإن كان حقا، وخذ بالكتاب والسنة]، والله أعلم.
المصدر: دار الإفتاء المصرية