هل يجوز تقديم هديه للأم في عيد الأُم أو بعده بعدة أيام أو قبله؛ كنوع من إدخال الفرحة والسرور لقلب الأُم في هذه الفترة؟الـجـــوابيندب لك الإهداء لوالدتك، كما أنه يجوز الاحتفال بيوم الأم فيوم الأم جاء عندما طرح الصحفي علي أمين مؤسس جريدة الأخبار مع أخيه في مقاله اليومي (فكرة)، حيث طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: لم لا نتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه (يوم الأم) ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق، وفي هذا اليوم
يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة، ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة، يقولون فيها: شكراً أو ربنا يخليك، لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل، ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها، ولكن أي يوم في السنة نجعله (عيد الأم)؟ وبعد نشر المقال بجريدة (الأخبار) اختار القراء تحديد يوم ٢١ مارس، وهو بداية فصل الربيع ليكون عيداً للأم ليتماشى مع فصل العطاء والصفاء والخير.
وأما من الناحية الشرعية فيجوز الاحتفال والاحتفاء بالأم في هذا اليوم الذي اتفق عليه أهل القطر، كما يجوز تقديم الهدايا لها مع التأكيد على أنه ينبغي عدم تسمية هذا اليوم بالعيد؛ لأن العيد عند المسلمين من أمور التشريع، وليس للمسلمين غير عيدين الفطر والأضحى، والنبي -
صلى الله عليه وسلم- جعل للأم مكانة عظيمة، فجعلها أولى الناس بحسن الصحبة، بل وجعلها مقدمة على الأب في ذلك؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: ((أُمُّكَ))، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "((ثُمَّ أُمُّكَ))، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ((ثُمَّ أُمُّكَ))، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ((ثُمَّ أَبُوكَ)) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما.
وإن كان الاحتفال بيوم الأم أمرا محدثا؛ إلا أن هذه المحدث لا يتعارض مع الحديث الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ))، أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما، فإن مفهوم الحديث أن من أَحدث في أمرنا ما هو منه فهو مقبول غير مردود، وقد أقر النبي -صلى الله عليه وسلم- العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية، وانتصاراتهم القومية التي كانوا يَتَغَنَّوْنَ فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، فعن عائشة -رضي الله عنها-؛ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ ...........الحديث. أخرجه البخاري في صحيحه، والله تعالى أعلى وأعلم.
المصدر: دار الإفتاء المصرية