هل يجوز أن أقرأ القرآن وانا بالملابس الرقيقة في المنزل لشدة الحرارة؟ وجزاكم الله خيرًا.
الـجـــواب
يجوز، ولكن يستحب أن يكون الذاكر ساتراً لعورته متوضئًا، وأن يكون على هيئة حسنة.
قال الإمام النووى-رحمه الله- في "الأذكار" (ص:44, ط/ ابن حزم), [ ينبغي أن يكون الذاكرُ على أكمل الصفات، فإن كان جالساً في موضع استقبال القبلة، وجلس مُتذلِّلاً مُتخشعاً بسكينة ووقارٍ، مُطرقًا رأسه، ولو ذَكَرَ على غير هذه الأحوال جاز ولا كراهةَ في حقه، لكن إن كان بغير عذر كان تاركاً للأفضل والدليل على عدم الكراهة قول الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}, [آل عمران: الآيتان: 190، 191].
وقال الحكيم الترمذي -رحمه الله- في "نوادر الأصول في أحاديث الرسول" (3/ 253، ط/ دار الجيل - بيروت): [من حُرْمَة الْقُرْآن ... وَأَن تتلبس لَهُ كَمَا تتلبس للدخول على الْأَمِير؛ لِأَنَّك مناج، وَأَن تسْتَقْبل الْقبْلَة بقرَاءَته، كَانَ أَبُو الْعَالِيَة إِذا قَرَأَ اعتمَّ وَلبس وارتدى، واستقبل الْقبْلَة].
والله أعلم.
المصدر: دار الإفتاء المصرية