فرنسا بلد لا يملك أفضل دوري.. لكنها امتلكت خطة لحصد آخر كأس عالم، منذ سنوات استغلت هوامش المدن حيث يعيش المهاجرون والفئات في وضعية صعبة أغلبهم من أصول إفريقية، فقامت بتدشين ملاعب الحي ودوريات محلية يفجر فيها الصغار والشباب طاقاتهم ومواهبهم للحد من البطالة والإجرام والمخذرات... مشاريع اجتماعية بنكهة رياضية سياسية.
البرازيل تفعل هذا منذ عقود في الأحياء والشواطئ.. مواهب لاتينية كلها مرت عبر الشارع كأول مدرسة يمكنك أم تلامس فيها الكرة بمفهومها الجماعي و تمارس فيها اللعبة لساعات، تواجه كل الوضعيات التقنية، عليك أن تقاتل على مكانك كي تضمن اللعب باستمرار في فريق الحي، الدرب، الحومة أو الحارة حسب اللهجة.. تجد نفسك دائما في وضعيات 1#1 و 1#2، تلعب بالمساحات الضيقة وتواجه مشاكل حلها يتطلب قرارا في جزء من الثانية، بدون معدات وربما بلا حذاء.. ميسي وقبله كرويف مروا من هنا..
الولايات المتحدة الأمريكية سيطرت على العالم في كرة السلة لأنك لا تكاد تجد حيا يخلو من ملعب سلة..
في المغرب مثلا كان الشارع يطعم النوادي والمنتخب.. تراجع هذا بفعل انقراض ملاعب الحي (تشيدد المصانع والعمران). اليوم مع استراتيجية ملاعب القرب في كل البلاد تم الرفع من جودة الممارسة ومدتها، عاد الشباب والجمعيات للتصالح مع أكثر لعبة شعبية بعد أن سجنتهم مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول أفضل مدرب في القرن 20 رينوس ميشيل : كرة الشوارع هي أفضل نظام كروي تم اكتشافه..
أنصح بمتابعة برنامج ballon sur bitume على نتفليكس لتعرف كيف نجحت فرنسا في هذا المجال.
شخصيا في صغري قضيت ساعات وساعات خارج البيت لا لشيء سوى لممارسة الكرة.. ربما ثلاث أشياء كانت تجعلني أعود للبيت الطعام، النوم والواجبات المدرسية..
المحلل: انس فوتبولوجيا - anass footballogy
