بيتم نزول مني سائل يشبه الماء، نقطة بسيطة وتجف سريعًا، لا اعلم ما هي، ولا تشبه الافرازات، واعاني منها لنزولها بكثرة، واشك في وضوئي دائمًا بسببها، واشك في قراءتي للقران أيضًا، لأني لا اعلم هل بنزولها ينتقض وضوئي ام ماذا؟
الـجـــواب
عليك بمعرفة النازل منك، والحكم المترتب على نزوله، وإليك التفصيل:
1- المني في اللغة:
هو ماء الرجل وماء المرأة، ومنه قوله تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} [القيامة: 37]، وهو الماء الغليظ الدافق الذي يخرج عند اشتداد الشهوة، وبنزوله تنقضي الشهوة، وهو سائل غليظ أبيض اللون لدى الرجال، ولونه يميل للصفرة لدى النساء، ولا يكون غليظا لديها.
- حكم المني: المني طاهر على المفتى به، وهو مذهب الشافعية والحنابلة، ولكن خروجه يلزم منه الغسل، فنزوله بشهوة في اليقظة والمنام حدث أكبر (جنابة) يجب التطهر منه بالاغتسال، ولا تصح العبادات التي تفتقر للطهارة كالصلاة، والطواف، وتلاوة القرآن، وغيرها حتى يغتسل من نزل منه المني.
2- المذي:
ماء رقيق شفاف لزج يخرج عند الملاعبة أو التذكر، والفرق بين المذي والمني، أن المني يخرج بشهوة مع الفتور عقيبه، ويخرج بكثرة وتدفق، وأما المذي فيخرج عن شهوة لا بشهوة، ويكون قليلا، ولا يعقبه فتور، وقد لا يشعر الشخص بنزوله إلا بعد النزول.
- حكم المذي: ينتقض الوضوء بخروج المذي، والمذي نجس يجب إزالته بما يزال به البول أي (بالاستنجاء)، ويجب غسله من الثوب، فعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنْتُ رَجُلا مَذَّاءً فَأَمَرْتُ رَجُلا أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَسَأَلَ فَقَالَ: ((تَوَضَّأْ، وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ)) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- حكم إفرازات المرأة: إفرازات المرأة التي تنزل من فرجها، والتي هي عبارة عن الماء الأبيض المتردد بين المذي والعرق هي رطوبات فرج، وهي تنقض الوضوء، ولكنها طاهرة لا يجب غسل المكان الذي أصابته من الثوب أو البدن.
3- الودي:
هو الماء الثخين الأبيض الذي يخرج في إثر البول، أو عند حمل شيء ثقيل.
- حكم الودي: الودي نجس، وهو من نواقض الوضوء، فبنزوله ينتقض الوضوء لمن كان متوضئاً، ويجب إزالته من البدن والثوب، فيزال بما يزال به البول كالاستنجاء والاستجمار، ويغسل من الثوب والبدن، والله تعالى أعلى وأعلم.
المصدر: دار الإفتاء المصرية