المحرر موضوع: هل يجب على الزوجة وصل أهل زوجها والكلام معهم؟  (زيارة 307 مرات)

إنسان حر

  • Hero Member
  • *****
  • مشاركة: 654
    • مشاهدة الملف الشخصي
أنا عندي مشاكل كتير مع أهل جوزي بسبب خلافات عائلية وبسبب كرههم لي وكلامهم بالسوء عني وطردهم لي وتفاصيل كتير وحشة شوفتها منهم. أنا بقالي سنة تقريبًا مقاطعاهم ومحدش فينا حاول يكلم التاني، وأنا الحمد لله من ساعتها الحياة بيني وبين جوزي كويسة ومستقرة جدًا، ومفيهاش مشاكل.

سؤالي: أنا دلوقتي خائفة في الأيام المفترجة دي ربنا لا يقبل مني أعمالي الصالحة بسبب هذا الخلاف؛ وأنا مش عايزة ارجع أكلم منهم حد، لأن ربنا لا يرضى باللي اتعمل معايا أصلا، وهم قلوبهم جامدة ما يفرق معهم رضا ربنا، ويتعاملوا معي أسوأ معاملة؛ ما الصواب؟


الـجـــواب
لا يجب عليك وصل أهل زوجك، ويمكنك مجانبتهم إذا كان في وصلهم ضرر عليك، ولكن ننصح في مثل هذه الأمور أن تحل بالرفق واللين حتى لا يتسع الشقاق بينك وبين أهل زوجك، فقد حض الشرع على الرفق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الرفق في الأمر كله؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه,

وما دمت لم تظلم فلا تعدين من المشاحنين؛ فالشحناء هي العداوة والبغضاء التي تكون بسبب النفس الأمارة بالسوء، فعن أبي موسى الأشعري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» أخرجه ابن ماجه في سننه.

قال الملا علي القاري الحنفي-يرحمه الله تعالى- في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (٣/ ٩٧٥): [(في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه) : المتصف بذنبه المعترف بتقصيره وعيبه (إلا لمشرك) ، أي: كافر بأي نوع من الكفر، فإن الله لا يغفر أن يشرك به (أو) : للتنويع (مشاحن) ، أي: مباغض ومعاد لأحد، لا لأجل الدين، والحاصل أنه تعالى يسامح عباده في تلك الليلة عن حقوقه إلا الكفر به، وما يتعلق به حقوق عبيده، فإنه يؤخرهم إلى أن يتوب عليهم أو يعذبهم، قال الطيبي: الشحناء العداوة والبغضاء، ولعل المراد التي تقع بين المسلمين من قبل النفس الأمارة بالسوء إلا للدين، ولا يأمن أحدهم أذى صاحبه من يده ولسانه ; لأن ذلك يؤدي إلى القتل، وربما ينتهي إلى الكفر إذ كثيرا ما يحمل على استباحة دم العدو وماله، ومن ثم قرن المشاحن في الرواية الأخرى بقاتل النفس، وكلاهما تهديد على سبيل التغليظ]، والله أعلم.

المصدر: دار الإفتاء المصرية